حديث الاربعاء الاقتصادي


ساعة الحقيقة

ساعة الحقيقة

بثواني معدودة ارتجفت الأرض وبات الناس في ألم وفاجعة في أقوى زلزال عرفته سورية في تاريخها الحديث.

-ماقبل الزلزال ليس كما بعده، فالشعب السوري بجميع أطيافه ومكوناته وشرائحه هبّ هبة رجل واحد مع الجهات الرسمية والأهلية لتقديم أقصى ما يمكن من إعانات ودعم مالي وعيني للمتضررين. -

ما حدث بلغة اقتصادية كارثة مالية مرهقة في وقت عصيب يعيشه الشعب السوري من حصار وتدابير أحادية الجانب جعلت القسم الأكبر من الشعب السوري ضمن حزام الفقر ودون الدخول في أرقام حجم الكارثة من ناحية الأضرار المباشرة من تهدم للأبنية والبنى التحتية، والأضرار غير المباشرة الناجمة عن التوقف عن العمل والفرص االضائعة ،

إلا أن حجم العمل الإغاثي فاق جميع التصورات وهو بمثابة مؤشر لحدوث زلزال بالمعنى الإيجابي لآليات العمل وطرق الاستجابة وسرعة الإنجاز،

وكانت هذه الهزة بمثابة نهوض عملاق للسوري الجديد، الجديد بمعنوياته، الجديد بأخلاقه، الجديد بتضحياته، والجديد بقدرته على تحطيم جدار الصعوبات الداخلية، وجدار العقوبات الخارجية.

ولن يبقى إلا وقت قصير لتعود سوريةأقوى مما كانت (اقتصادياً ومالياً وتنظيمياً وإدارياً وتشريعاً)

-المحنة ولدَّت منحة رغم فداحة المصاب وألم الفراق وصبر الجرحى والمنكوبين وهي منحة ألهية لإنهاء فصل كامل من المعاناة والشدة. -

سيذكر السوريون ما حيو من وقف معهم ودعمهم ومن تلكئ ومن تباطئ ومن وقف متفرجاً

، الإنسانية لا تتجزأ ولا تخضع للمساومات، فهي قيمة وشعور أسمى من السياسة والاقتصاد والاجتماع. إنها ساعة الحقيقة فعلاً....