أكبر جامعة في الصين تقيم مؤتمراً خاصاً بإعادة الإعمار... والاستثمار في سورية بداية أيلول القادم


.

 

تم إطلاق “برنامج العمل المشترك بين هيئة الاستثمار السوري ومجلس الأعمال السوري- الصيني في مجال دعم الترويج للفرص الاستثمارية”، الذي تم توقيعه من مدير عام هيئة الاستثمار الدكتورة إيناس الأموي ورئيس مجلس الأعمال المشترك المهندس محمد حمشو، وذلك بحضور كل من سفيري البلدين، والملحق التجاري الصيني، ومشاركة عدد من أعضاء مجلس الأعمال المشترك ورجال مال وأعمال إلى جانب المديرين المركزيين في الهيئة.

الأموي أكدت أنه وبهدف توفير المعلومات والبيانات للمستثمرين وصناع القرار، وانسجاماً مع أهداف المجلس والهيئة في تأمين وسائل وسبل تنشيط وتنمية الاستثمارات المشتركة السورية- الصينية، ووجود الرغبة القوية في تعزيز التعاون، تم الاتفاق على الترويج للخريطة والفرص الاستثمارية المتاحة التي ازداد عددها لتصل إلى 171 فرصة حتى تاريخه.

أهمية كبرى

واعتبرت الأموي أن البرنامج مع المجلس يكتسب أهمية كبيرة وخاصة في مرحلة عودة افتتاح معرض دمشق الدولي، مبيّنة أن محاور ومجالات البرنامج تصبّ في خدمة هدف وسياسة الهيئة المتمثلة بتبسيط الإجراءات مع المستثمرين، وتقليص المدد الزمنية اللازمة للبدء بالمشروع، وذلك من خلال تأمين كل الموافقات والتراخيص بشكل مسبق، والمواءمة بين رغبات المستثمرين الصينيين والأولويات الاستثمارية السورية المطروحة، مشيرة إلى أهمية هذا التوازن، لأنه تجسيد ومتابعة لأعمال ملتقى الاستثمار السوري.

ووفقاً للبرنامج الموقع ستقوم الهيئة بموافاة المجلس بالفرص الاستثمارية المتاحة، وستكون هناك اجتماعات مشتركة وفلترة لموضوع الفرص واختيار الأنسب، وهنا سيأتي دور الهيئة لتأمين الموافقات والتراخيص وكل ما يلزم لإقامة المشروع الاستثماري، عبر برنامج خاص أعدّته الهيئة لتقليص المدد الزمنية، وعبر حملة “تقريب البعيد” لتبادل المعلومات والخبرات إلكترونياً مع السفارات، لافتة إلى أنه سيكون هناك اختيار لصيغ استثمارية مثلى، إذ لن تقتصر الاستثمارات التي ستطرح على الجانب الصيني على الاستثمارات الخاصة، بل يمكن أن تكون مشتركة وتشاركية.

بما يلزم

من جانبه أكد حمشو أنه وانطلاقاً من المناخ الاستثماري الجديد الذي تسعى الهيئة والمجلس إليه، فإن على المجلس القيام بما يلزم مع الشركاء الصينيين، لدعم هذه الجهود، عبر الترويج للصادرات والاستثمارات السورية، لافتاً إلى إنجاز خطوات عديدة من المجلس من شأنها زيادة الصادرات السورية إلى الصين، منوهاً بدور المجلس في تشجيع الشركات السورية على التصدير إلى السوق الصينية، وفي المقابل تشجيع الشركات الصينية على الاستثمار في سورية.

20  شركة

السفير الصيني في سورية تشين شيان جين، وعن توقّعه حول أفق الاستثمار في سورية والدور المعوّل على الشريك الصيني في عملية إعادة الإعمار، بدأ تصريحه لـ”البعث” بتقديم التهنئة للهيئة والمجلس على هذه الخطوة التي عدّها مهمة وضرورية لتوطيد وتعزيز العلاقات بين الدولتين في مجال الاستثمار، وأضاف: إنه ومن خلال سنة كاملة من إقامته في سورية شهد تطوّرات وصفها بالمهمة والمفيدة والسريعة في المجال السياسي والعسكري والأمني، معتبراً أن هذه التطورات ستفتح فرصاً أكثر وأكبر في مجال الاستثمار بين البلدين، وكشف عن تنامي الثقة لدى رجال الأعمال الصينيين، وما يعزز هذه الثقة السياسة الثابتة بين القيادتين، الأمر الذي سيؤدّي إلى قيام تعاون أكبر وأكثر في التبادلات التجارية والمشاريع الاستثمارية، معتبراً أن مشاركة 20 شركة صينية في معرض دمشق الدولي، دليل على عودة قوية للعلاقات الاقتصادية في مختلف المجالات.

اهتمام كبير

السفير السوري في الصين الدكتور عماد مصطفى، وفي دلالة على الاهتمام الصيني الكبير بالسوق السورية وقيام أمتن العلاقات وأفضلها، كشف عن أن أكبر جامعة في الصين “جامعة بكين” خصصت مؤتمراً خاصاً بإعادة الإعمار والاستثمار في سورية، وذلك خلال الشهر القادم أيلول، لافتاً إلى أن أهمية هذا المؤتمر تنبع من حجم المشاركات التي ستشمل جميع الشركات والمؤسسات والوزارات الصينية، للتدارس والتباحث فيما ستقوم به في مرحلة إعادة الإعمار. وتوقّع مصطفى أن ما يتمخض عن المؤتمر، سيؤدّي إلى أشياء مشتركة مع الجانب السوري، مؤكداً أن مجرد انعقاد مثل هذا المؤتمر يعكس مدى الاهتمام من الجانب الصيني بالمشاركة وبقوة في إعادة الإعمار في سورية. 

على محاور ثلاثة

ويتضمن برنامج العمل المشترك ثلاثة محاور سيتم العمل عليها في مجال الاستهداف القطاعي، الذي بموجبه سيقوم المجلس بتزويد الهيئة بنوعية القطاعات الاستثمارية التي يرغب ويهتم بها الجانب الصيني بالاستثمار بها في سورية، وبالمقابل تقوم الهيئة بتزويد المجلس بكل الفرص التي تتوافق مع اهتمامات الجانب الصيني، إضافة إلى القوانين والتشريعات والتعديلات الناظمة للاستثمار في سورية، وفي مجال تبسيط الإجراءات المتعلقة بالمشاريع الاستثمارية، تقوم الهيئة بإعداد الملفات المتعلقة بالإجراءات الإدارية اللازمة للتراخيص الرسمية للمشاريع الاستثمارية التي تحظى برغبة في الاستثمار وتقديم كل المساعدات المثلى لتحسينها. أما في مجال الترويج الاستثماري، فسيتم ربط المواقع الإلكترونية بين المجلس والهيئة لتسهيل تبادل المعلومات بين الفريقين، وكذلك تنظيم زيارات دورية وورشات عمل مشتركة تعريفية لتبادل المعلومات والمقترحات التي تغني البيئة الاستثمارية، كما أنه على الجانبين المساهمة في تنمية وتوطيد العلاقات بين مجتمع الأعمال لكلا البلدين والدعم المتبادل للترويج من خلال تعريفهما بالفرص الاستثمارية المتوفرة لديهما. وحول كيفية تنفيذ البرنامج، سيكون عبر وضع خطط عمل وبرامج تنفيذية وزمنية، ورفع تقارير العمل دورياً إلى إدارتي الجهتين حول الأعمال المنجزة، وقد اعتبر البرنامج بمنزلة الإطار العام للتعاون المشترك بين الجانبين ومرجعاً لجميع النشاطات والفعاليات التي يتم الاتفاق على تنفيذها لاحقاً.